روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | مصـيبة وفــاة الإبـــن!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > مصـيبة وفــاة الإبـــن!


  مصـيبة وفــاة الإبـــن!
     عدد مرات المشاهدة: 2022        عدد مرات الإرسال: 0

من الإبتلاءات الصعبة والخطيرة في الحياة والتي قد لا تمر بها الكثير من الأمهات أن تفقد الأم أحد أبنائها ويغيبه عنها الموت، وهذا يكون بقدر من الله تتعالى لامتحان صبر الأم ودرجة إيمانها وقوة إحتسابها عند ربها، ورغم أن كل أم تستبعد أن يحدث لها هذا الأمر الصعب الخطير إلا أنه في واقع الحال يحدث بالفعل ولابد أن تعرف المرأة كيف يمكن أن تواجه مثل هذه الإبتلاءات الصعبة حتى إذا ما وقعت لا قدر الله تكون ناجحة أو على الأقل تستطيع أن تنصح أي أم تتعرض لمحنة فقد أحد الأبناء.

يجب على كل أم تتعرض لهذه المحنة الكبيرة أن تدرك في البداية مدى عمق وخطورة الحزن والجرح الذي سيعيشه قلبها لفترة من الوقت، فالقلب مع بداية التعرض لهذا الإبتلاء يكون مليئاً بالحزن والألم، وهذه الحالة ستمتد لفترة من الزمن، ومن الخطأ أن تتصور الأم أن حزنها على فقد إبنها سيزول سريعاً أو حتى سيقل أو يكون أخف ووطأة بمرور الوقت، لأن الحقيقة أن سنوات قادمة ستحمل الدرجة نفسها من الحزن والألم ثم يبدأ القلب بعد هذه السنوات في التعرض لموجات من الألم والهم مع كل ذكرى تعيد إلى القلب والوجدان هذه الأجواء.

لا تهربي من أحزانك لأنك في الحقيقة لن تتمكني من وضعها وراء ظهرك مهما حاولت أو بذلت من جهد، ولكن على العكس من ذلك حاولي أن تتحدثي عن حزنك وجرحك وألمك لفقدان طفلك مع أقاربك وصديقاتك والمقربين من قلبك، حاولي على الدوام أن تعبري عما يجيش في صدرك بدون خجل أو تردد، ولا تتجنبي ذكر اسم طفلك الراحل، بل تحدثي عنه وتذكري أفعاله وحركاته ومواقفه ورددي اسمه، واجلبي صوره وحاولي ألا تهربي من فكرة ذكراه بل تعايشي معها خاصة في الفترة الأولى التي تعقب وفاته.

بشكل تدريجي حاولي أن تنقلبي مشاعرك من مرحلة الحزن إلى مرحلة العاطفة المتألمة، والفرق شاسع بين الحزن والألم، فالحزن يمكن أن يقودك إلى اليأس من رحمة الله تعالى ويمكن أن يقعدك عن السير نحو الله عز وجل والحزن هو الذي يمكن أن يجعل القلب يقنط من روح الله، بينما الألم هو شعور إنساني طبيعي وبقدر ما يكون موجعاً للقلب لكن الإنسان بفطرته يستطيع أن يتحرك من قلب الألم إلى استعادة الثقة بالله أولاً ثم بالنفس فيما بعد، لا تمنعي نفسك أيضاً في الوقت نفسه من أن تبتسمي أو تضحكي إذا ما تذكرت بعض مواقفه أو ذكرياتك معه.

لا تدعي حالة الحزن والألم تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، بل إهتمي بأن تكوني دوماً في حالة لياقة بدنية سليمة لأن لديك أطفالاً آخرين يحتاجون إليك ويحتاجون إلى أن تكوني في حالة صحية سليمة، ويمكنك أن تحققي هذا الهدف من خلال الشروع فوراً في ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع تكليف المقربين منك بالاهتمام بنوعية الغذاء الذي تتناولينه خاصة في الفترة الأولى التي تعقد الصدمة.

ليس عيباً أن تطلبي من صديقاتك وأفراد عائلتك أن يقدموا لك الدعم والمساندة المعنوية والمادية في المرحلة الأولى من صدمتك وحزنك، وهذه المساعدات لابد أن تكون محددة وواضحة فيمكنك أن تطلبي من شقيقتك أو صديقتك معاونتك في أعمال المنزل أو تولي مسؤولية بقية أطفالك لفترة من الزمن أو ما شابه.

المصدر: موقع رسالة المراة.